ماذا تفعل عند خروجك للبر .؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا تفعل عند خروجك للبر ...؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد :
اعتاد بعض الناس الخروج في الشتاء وغيره للصحراء (للبر) للتنزه , وهناك آداب وأحكام كثيرة تتعلق بمن يذهب للصحراء (للبر) , يجهلها البعض من الناس ويتغافل عنها البعض الآخر , وسؤورد بإذن الله بعض هذه الآداب والأحكام المتعلقة لمن أراد الخروج للصحراء (للبر) , وجميع الأحكام الفقهية هي من اختيارات الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى ، وأسأل الله التوفيق والسداد ، ومن هذه الأحكام :
الدعاء عند وصول البر :
قالت خولة بنت حكيم رضي الله عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من نزل منزلاً ثم قال :أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شي حتى يرتحل من منزله ذلك ) رواه مسلم .
الأذان في البر :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم (إني أراك تحب الغنم والبادية فإن كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه ( لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا أنس ولا شيئ إلا شهد له يوم القيامة ) قال أبو سعيد :سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البخاري .
وزاد ابن ماجه ( ولا حجر ولا شجر إلا شهد له) .
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يغفر للمؤذن منتهى أذانه ويستغفر له كل رطب ويابس سمعه) رواه أحمد والطبراني في الكبير وصححه الشيخ الألباني كما في صحيح الترغيب والترهيب.
فضل الصلاة في البر : البعض يقول لا يجوز الصلاة والمصلي لابس القفازات ، استدلالاً بحديث ( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم) فيقولون يجب كشف اليدين , لأنه يجعل حائلاً بين يديه والأرض .
لكن الراجح أنه يجوز الصلاة ولو كان الشخص لابساً القفازين , ولا يجب خلع القفازين .
وحكمهما حكم لبس الشُراب والسراويل والطاقية فإنها تجعل حائلاً بين العضو وبين الأرض , ويصح ذلك إن شاء الله تعالى ، بل قد يقال باستحباب لبسها إذا كان هناك برد شديد ، لكي لا ينشغل باله وفكره بهذا البرد.
الصلاة في مرابض الغنم وأعطان الإبل :
تصح الصلاة في مرابض الغنم ، ولا تصح الصلاة في أعطان الإبل.
لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل ) أخرجه الإمام مسلم .
صلاة الشخص إذا أصابه شي من بول أو روث الإبل والغنم :
قاعدة [ روث وبول ما يؤكل لحمه طاهر ] .
فعليها يصح أن يصلي ولو كان عليه شي من بول أو روث الإبل والغنم .
ولو غسلها كان أفضل لأنه سيلاقي الله عز وجل ويقف بين يديه , ولأنه من الزينة التي أُمر المصلي أن يأخذ بها.
القصر والجمع لمن ذهب للبر :
(الذي يرجحه الشيخ محمد بن عثيمين وقبله شيخ الإسلام بن تيمية رحمهم الله) هو : إذا كان المكان مما يعد في عرف الناس سفراً ، فأنتم مسافرون فيجوز لكم أن تترخصوا برخص السفر الأربع وهي: الجمع بين الصلاتين ، والقصر(قصر الصلاة الرباعية) ، والمسح على الخفين ثلاثة أيام بلياليهن ، والفطر في نهار رمضان .
وفي حال اختلاف النظر أو التردد في الإطلاق العرفي ففي هذه الحال يُرجع إلى المسافة ، فإن كان المكان الذي أنتم فيه يبعد عن بلدكم أكثر من (ثمانين كيلاً) ، فأنتم مسافرون فيجوز أن تترخصوا برخص السفر الأربع: وهي الجمع بين الصلاتين ، والقصر(قصر الصلاة الرباعية) ، والمسح على الخفين ثلاثة أيام بلياليهن، والفطر في نهار رمضان .
ويجوز لكم الجمع والقصر ولو كنتم نازلين وليس في سير ، بما أنكم تسمون مسافرين فيجوز لكم أن تترخصوا برخص السفر الأربع ولو كنتم نازلين مقيمين ، إذا كنتم ستصلون جماعة .
يجوز لكم بل الأفضل لكم القصر(قصر الصلاة الرباعية) ، أما الجمع الأفضل أن لا تجمعوا ، إلا أن يشق عليكم ترك الجمع فاجمعوا ، وإن جمعتم بدون مشقة فلا حرج لأنكم تسمون مسافرين .
إذا كنتم قريبين من مسجد وتسمعون الأذان ، يلزمكم أن تذهبوا وتصلوا معهم وتتمون الصلاة الرباعية إذا كان الإمام مقيماً وصلى صلاة مقيم ، ولا يجوز لكم القصر في هذه الحالة لأنكم صليتم خلف مقيم .
المسافر تسقط عنه صلاة الجمعة ، فلا يقيم وينشأ صلاة للجمعة ، بل ولا تصح منه إقامة وإنشاء الجمعة لو أقامها وصلاها في السفر ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقيم الجمعة في السفر ، فمن أقامها في السفر فقد خالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فيكون عمله مردوداً لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) البخاري ومسلم .
لكن إذا كان هناك مسجد قريب تقام فيه صلاة الجمعة وتسمعون الأذان ، فإنه يلزمكم الذهاب والصلاة معهم .
من صلى صلاة الجمعة لا يجوز له أن يجمع بين الجمعة والعصر ، لعدم ورد الدليل من السنة على ذلك .
لكن لو أنكم لم تصلوا صلاة الجمعة بأي عذر من الأعذار ، وصليتم صلاة الظهر فيجوز لكم أن تجمعوا بين الظهر والعصر ، لكن لو أنكم صليتم صلاة الجمعة لا يجوز لكم الجمع .
البعد عند قضاء الحاجة :
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ( خذ الإداوة فانطلق حتى توارى عني فقضى حاجته) متفق عليه
عن جابر رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كان إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد ) أخرجه أبوداود وصححه الشيخ الألباني كما في صحيح أبي داود .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أتى الغائط فليستتر ) رواه أبو داوود .
وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب المذهب أبعد ) أخرجه أبو داود والترمذي وابن خزيمة وصححه , وصححه الشيخ الألباني كما في السلسلة الصحيحة ، وصحيح الجامع .
الوضوء عند اشتداد البرد :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع الدرجات قالوا : بلى يارسول الله..قال : (إسباغ الوضوء على المكاره ......) أخرجه مسلم .
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إسباغ الوضوء في المكاره , وإعمال الأقدام إلى المساجد , وانتظار الصلاة بعد صلاة يغسل الخطايا غسلاً ) رواه أبو يعلى والبزار (بإسناد صحيح ) والحاكم وقال (صحيح على شرط مسلم ) صححه الشيخ الألباني كما في صحيح الترغيب والترهيب .
تسخين الماء البارد للوضوء :
البعض يتحرج من التسخين الماء للوضوء وليس معهم أدنى دليل ,فهو بما أنه يسمى ماء فيجوز الوضوء به
وقد يقال إن التسخين أفضل حتى يكون الوضوء كاملا ًفيسبغ الوضوء بِلا ألم للجسم ولا أذى .
ولا يقول أحد لا أسخنه حتى (يكون أعظم أجراً ) والأجر على قدر المشقة ، نقول لا ، بل هذا تعذيب للنفس إذا كنت تقدر على التسخين .
التيمم لمن عجز عن الوضوء (لشدة البرد - ويخشى الضرر) مع قدرته على تسخينه :
إما مجرد التأذي من الماء البارد ( فلا يجوز له التيمم ) بل يجب عليه أن يمس الماء ويتوضأ .
أحكام الغسل من الجنابة:
يجب على من يخرجون للصحراء (البر) ويبيتون فيها الليلة والليلتين أن يحتاطوا ويستعدوا لو احتاج الشخص للغسل من الجنابة وذلك بأمور:
أن يعدوا مكاناً مناسباً مستوراً ومحاطاً لمن أراد الغسل من الجنابة.
يجب عليه أن يغتسل بالماء ويعمم سائر جسده بالماء .
إذا كان الماء بارداً جاز له أن يسخن الماء .
إذا لم يتيسر له وجود الماء جاز له التيمم بأن يضرب كفيه على الأرض ضربة واحدة ويمسح بها وجهه وظاهر كفيه .. هذه صفة التيمم لمن كانت عليه جنابة [أما اعتقاد البعض أن من كانت عليه جنابة لابد من أن يتمرغ بالتراب حتى يعمم سائر جسده بالتراب] فهذا فهم خاطئ لا يصح ، وقد حصل ذلك مع أحد الصحابة وهو عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة فأجنبت فلم أجد الماء فتمرغت في الصعيد كما تتمرغ الدابة ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال إنما كان يكفيك أن تصنع هكذا فضرب بيده على الأرض فنفضها ثم ضرب بشماله على يمينه وبيمينه على شماله على الكفين ثم مسح وجهه ) أخرجه البخاري ومسلم.
إذا وجد الماء وكان بارداً جداً بحيث [يضره ضرر متحقق أو يغلب على ظنه الضرر أو يكون سبب في تأخر مرضه] ، ولم يتيسر له تسخينه جاز له التيمم بالصفة السابقة ، بأن يضرب كفيه على الأرض ضربة واحدة ويمسح بها وجهه وظاهر كفيه .
يحرص على إيجاد ما يسخن به الماء من حطب أو غيره .
أ6]النهي عن استقبال القبلة واستدبارها حال قضاء الحاجة :